من جميل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وكريم أفعاله، ما كان يغرسه في قلوب الناس من محبة الأنبياء عليهم السلام ووجوب احترامهم وتقديرهم والتذكير بأخلاقهم وآدابهم، بل والحث على الاقتداء بهم في كثير من فنون الطاعات وأنواع العبادات وصنوف التعاملات. مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُودَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُودَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا». (البخاري: 1131)، وجاءت سيرته الشريفة حافلة بالأحاديث عن الأنبياء عليهم السلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد في أحاديثه الشريفة أنه إنما بُعث ليتمم مكارم أخلاق الأنبياء عليهم السلام قبله، فيقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وُضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين». (البخاري: 3535، ومسلم: 2286/22).