كأنما جاء القرآن الكريم ليكون ثناء على الأنبياء والرسل زعليهم جميعًا، وكأنما جاء تكريمًا لهم وثناءً عليهم، وتأييدًا لهم وتأكيدًا لصدقهم، وبيانًا لأدآبهم وسجلًّا لأخلاقهم وعرضًا لبدائع سيرهم.
إن من أجمل ما يبثه القرآن الكريم في النفوس، ومن أعظم ما يغرسه في القلوب هو هذا الشعور الجميل والانطباع الجليل تجاه الأنبياء والرسل زعليهم، فالقارئ للقرآن الكريم يجد نفسه أمام أروع النماذج البشـرية وأحسن القدوات الإنسانية، فهو يعمر النفوس بعظمة الأنبياء وإجلال الأنبياء وصدق الأنبياء وإيمان الأنبياء بإخوانهم وأخوة الأنبياء، إنه أمر تفرد به القرآن الكريم، فلا يوجد كتاب سماوي على وجه الأرض يجمع الحديث عن خمسة وعشـرين نبيًا بنفس القدر من الجمال والجلال والروعة والاحترام، مقدما لهم في أصدق صورة وأدق وصف وأحسن تعريف.